روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الزكاة...تبحث عن هيئة مستقلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الزكاة...تبحث عن هيئة مستقلة


  الزكاة...تبحث عن هيئة مستقلة
     عدد مرات المشاهدة: 2006        عدد مرات الإرسال: 0

قال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله: إذا رأيت عورة ظهرت فى المجتمع، فإعلم أن هناك حقا من حقوق الله ضائع.

كلمات بسيطة شَخَصَ بها المشكلات التى ظهرت فى المجتمعات الاسلامية أخيرا من فقر وبطالة وعشوائيات وأمراض، مردها جميعا الى عدم إخراج الزكاة، وحتى ما يتم إخراجه منها لا يصل الى مستحقيه إلا النزر اليسير، مما يؤدى فى النهاية الى عدم حل تلك المشكلات بل انها تزداد تعقيدا، وذلك لأن الحاجة الآن اصبحت ملحة فى كيفية وصول الزكاة لمستحقيها، من خلال حلول غير تقليدية تناسب مستجدات العصر الذى نعيش فيه.

لهذا دعا علماء الدين الى إنشاء هيئة مستقلة للزكاة، لا تكون مملوكة لأحد، تتولى أخذ أموال الزكاة من مخرجيها، وتدويرها فى مشروعات تنموية تخرج للمصارف الثمانية التى حددها الشرع، مؤكدين ان ذلك من الضرورات الشرعية، للقضاء على عشوائية إخراج الزكاة، وفى الوقت نفسه يتحقق هدف الزكاة الذى شرعت من أجله وهو تنمية الانسان تنمية حقيقية، وليس للصدقة والاحسان.

يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتى جمهورية مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الزكاة شرعها الله سبحانه وتعالى وجعلها ركنا من أركان الاسلام الخمسة، بمقدار نصاب معين، تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء، كنوع من التكافل الإجتماعى حتى يسعد الجميع، ولا يكون هناك حقد ولا بغضاء ولا حسد، والزكاة فى إصطلاح الشرع: حق واجب فى مال خاص لطائفة مخصوصة فى زمن مخصوص، وقد أوجبها الله فى الأموال التى تنمو، وقد نص القرآن الكريم فى أكثر من آية على فرضية الزكاة ووجوبها، منها قوله تعالي: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون} [النور:56]، ونص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، عن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان».

¤ تنمية الإنسان:

وأكد مفتى مصر الاسبق، أنه إذا أردنا بالفعل تحقيق هدف الزكاة الذى فرضت من أجله، وهو تنمية الانسان، فإنه لابد من إنشاء هيئة مستقلة لها طابع خاص، بحيث لا تكون مملوكة للدولة، ولا لجهة معينة، بل تتكون من مجلس أمناء مستقل، ويصدر لها تشريع خاص، حتى تعمل تحت مظلة القانون، لانها تعتبر وقفا ذا طبيعة خاصة، على ان تقوم تلك الهيئة بطرح مشروعات تنموية بنظام الإكتتاب، بحيث يستطيع كل من يريد ان يخرج زكاته كلها او بعضا منها -كيفما يشاء- كأسهم له فى المشروعات التنموية، التى من شأنها ان يستفيد منها جميع من تنطبق عليه شروط وضوابط مصارف الزكاة الثمانية التى ذكرها القرآن الكريم، وأوضحتها السنة النبوية المطهرة.

وحول كيفية تكوين تلك الهيئة المستقلة للزكاة، أوضح انه على جميع الجمعيات الخيرية ومن يعمل فى مجال العمل التطوعى ان يجتمعوا لإختيار أعضاء مجلس الأمناء لتلك الهيئة المقترحة من المشهود لهم بالامانة والنزاهة والقدرة على إدارة المشروعات التنموية للهيئة بعد تشكيلها، مشيرا إلى أن المشروعات التنموية المقترحة لابد ان تشمل جميع المشروعات الكبيرة والصغيرة فى مختلف المجالات الزراعية والصناعية، من خلال دراسات جدوى يتقدم بها أهل التخصص على مستوى عال من الدقة، ولتحمل تلك الهيئة شعار -تنمية اموال الزكاة لأصحاب مصارفها- مشيرا الى ان الهيئة المقترحة يكون مقرها الرئيسى فى القاهرة، على ان يكون لها افرع فى باقى محافظات ومدن مصر، بحيث حينما يتم طرح المشروعات التنموية للإكتتاب، تكون ميسرة لكل من يريد المشاركة فيها.

وأكد انه لو كتب لهذه الهيئة النجاح، لإستطعنا فى خلال خمس سنوات فقط القضاء على الفقر والعشوائيات التى دمرت وشوهت جميع المحافظات، وايضا حل مشكلة اطفال الشوارع، وفى الوقت نفسه نستطيع التغلب على مشكلة البطالة، التى تزداد يوما بعد يوم من كثرة الخريجين الذين لا يجدون عملا يعينهم على مصاعب الحياة، حيث يجوز لهم العمل فى تلك المشرعات والاخذ من ريعها لانهم من العاملين عليها، وسوف تحدث ازمة فى قلة الأيدى العاملة، خاصة ان لدينا محافظات كثيرة تحتاج الى تنمية حقيقية مثل سيناء ومختلف محافظات الصعيد، مطالبا جميع وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، بتبنى فكرة إنشاء هيئة مستقلة للزكاة، من خلال حملات إعلامية مكبرة يكون لها التأثير المباشر فى حث كل من له صلة بهذا الشأن للإسراع فى تنفيذ ذلك المقترح، حتى ينعم الجميع بالخير ويتحقق التقدم المنشود.

وفى سياق متصل، يتفق الدكتور فياض عبدالمنعم، استاذ الإقتصاد بجامعة الازهر، على ضرورة إنشاء هيئة أومؤسسة مستقلة للزكاة، موضحا أن الزكاة ركيزة أساسية فى النظام الإقتصادى الإسلامي، لتحقيق عدالة التوزيع، فضلا عن كونها اداة مهمة فى دعم التنمية الإقتصادية، واقترح تفعيل هذا المفهوم فى واقع المجتمع المصري، مشيرا الى ان انشاء هيئة مستقلة تختص وحدها بجمع اموال الزكاة، امر اصبح ضرورة شرعية ووطنية فى الوقت الحالي، مشيرا الى انه لابد ان يكون لهذه المؤسسة نظام أساسى لكيفية إدارتها، بحيث تتوافر لها الكفاءة والدقة والفاعلية فى القيام بدورها، على ان يعهد الى الجهاز المركزى للمحاسبات الرقابة عليها حتى تتوافر لها الثقة لدى الناس، فيقبلون على توجيه زكواتهم اليها.

¤ توفير التمويل:

وأشار الى انه من المهم توضيح الدور التنموى لهذه المؤسسة، عن طريق توفير التمويل للمشروعات الصغيرة، وتمليكها لغير القادرين والفقراء، وبذلك نسهم فى الحد من البطالة والفقر، على ان يتم تدريب الشباب والعاطلين -تحت مظلة تلك المؤسسة- على الحرف والمهن والتخصصات المختلفة التى يحتاجها المجتمع من خلال مراكز تابعة لهذه المؤسسة فى كل المحافظات، حتى يتخرجوا ولديهم مهنة وحرفة يتكسبون منها، ويرى ان جمع الزكاة يكون فى السنوات الاولى فى عمر المؤسسة إختياريا، حتى يثق الجميع فيها، ثم فى مرحلة لاحقة يصدر لها تشريع، لخدمة الفقراء تنمويا وعلاجيا وتعليميا، وبذلك يتحقق الهدف من إنشائها، وهو ان تكون مؤسسة لتحقيق العدالة الإجتماعية والتنمية وليست مؤسسة للصدقة والإحسان فقط.

الكاتب: خالد المطعنى.

المصدر: الأهرام اليومى.